Wednesday, April 18, 2012

ثورةعلماء مصر يوم 2 مايو 1805وتضامن الشعب المصري معها


ثورةعلماء مصر يوم 2 مايو 1805وتضامن الشعب المصري معها
فى يوم 2 مايو 1805 اجتمع علماء الأزهر واضربوا عن إلقاء الدروس وأقفلت دكاكين المدينة وأسواقها واحتشدت الجماهير فى الشوارع والميادين يصيحون ويصخبون فأرسل الوالي وكيله بصحبة رئيس الانكشارية "المحافظ" للتفاهم مع العلماء زعماء الشعب وقابلوه فى منزل الشيخ الشرقاوي وأغلظوا له فى القول – وعند خروجه من منزل الشيخ الشرقاوي انهال عليه الأهالي رجما بالحجارة ولم يتدخل العلماء وامتنعوا عن مقابلة الوالي واعتبروه عاصيا واستمر الحال على هذا المنوال لمدة أسبوع وتوقفت الأعمال التجارية والعلم وأخيرا اتفقت جمعية العلماء (المؤسسة الوطنية) على إملاء شروطهم على خورشيد باشا ولي مصر لتهدئة الحالة بوجوب طرد الجنود الدلاه من القاهرة وضواحيها فى مدة ثلاثة أيام وابلغوا هذه الشروط للوالي خورشيد باشا، وكان العلماء يعلمون مدى صعوبة تنفيذ هذا الشرط لأن الدلاه كانوا يطلبون برواتب ثلاثة أشهر متأخرة وكانت خزانة الوالي خالية" كل ذلك ومحمد على يقف متفرجًا سلبيًا ولم يتدخل فى الخلاف".
استمر فى التردد على كبار الشيوخ ووعدهم ببذل جهوده ووساطته لتأييدهم ولكنه لم يقم بها مكتفيا بتوثيق صلاته بالمؤسسة الوطنية.
العمل الإيجابي (الثورة)
انتهت الفترة التي حددها العلماء لجلاء الجنود الدلاه عن المدينة يوم السبت 11 مايو وأبعد الوالي بعضهم ولكن بقى بالقاهرة 1500 منهم وعلم زعماء الشعب أنهم ممتنعون عن الجلاء حتى تدفع رواتبهم وأنه لا سبيل إلى دفعها لخلو الخزانة من المال وإلا بفرض ضريبة جديدة – وبشكل أو بأخر أحيط الشعب الهائج علما بذلك فأحدثت هذه الأنباء هياجا عظيما فى الخواطر ووعد الزعماء الشعب بأنهم سوف يتشاورون فيما يجب اتخاذه من قرارات فى صالح الشعب وفى صباح يوم 12 مايو 1805 بلغ الزعماء الشعب بأنهم سيجتمعون فى دار المحكمة الكبرى (بيت القاضي) لاختصام الوالي وإصدار قراراتهم فى مجلس الشرع وفى سرعة فائقة احتشدت الجماهير الصاخبة والتي أقبلت من كل صوب فى فناء بيت القاضي ومجلس الشرع وحول الفناء بلغ عددها أربعين ألفا وكان اجتماعهم واجتماع القادة فى مقر العدل بمقام توثيق شرعي للثورة الحقيقية وكان الشعب ينادي ويصيح "يا رب يا متجلي أهلك العثملي" دليل على السخط الثوري على الحكم التركي والإصرار على التخلص منه.
أما الزعماء فقد استدعوا بمعرفة القاضي وكلاء الوالي للمثول أمام مجلس الشرع فى هيئة محكمة وحضر الوكلاء وعرض الزعماء عليهم ظلامة الشعب وحرروا مطالبهم وهى:
1-            إلا تفرض بعد اليوم أي ضريبة على المدينة وعلى الأهالي إلا إذا أقرها العلماء وكبار الأعيان.
2-            أن تجلو الجنود التركية من القاهرة وتنتقل حامية المدينة إلى الجيزة.
3-            ألا يسمح بدخول أي جندي إلى المدينة حاملا سلاحه.
4-            أن تعاد المواصلات فورا بين القاهرة والوجه القلي وسلموا صورة المطالب إلى القاضي وانصرف وكلاء الوالي وبلغوها بدورهم إلى خورشيد باشا بالقلعة.
"وكان السيد عمر مكرم فى مقدمة صفوف المجاهدين الذين رأهم الشعب المصري لأول مرة يدافعون عن مصلحته. فأراد الوالي أن يلقى القبض عليه ويعتقله بالقلعة ليشل الحركة القائمة فى المدينة فأرسل يستدعى القاضي ومعه السيد عمر مكرم والعلماء إلى القلعة للتشاور لكن السيد عمر مكرم فطن إلى مقاصد الوالي ورفض الذهاب إلى القلعة.
(خامسا) نجاح الثورة (العمل الإيجابي)
رفض الوالي خورشيد باشا إجابة مطالب مجلس لشرع (المؤسسة الوطنية الثورية) فاجتمع وكلاء الشعب من العلماء ونقباء الصناع يوم 13 مايو 1805 بدار المحكمة (مجلس الشرع) أيضا للتداول فى شأن رفض الوالي لطلبات الشعب واحتشدت الجماهير حول دار المحكمة واتفقت كلمة نواب الشعب وأجمعوا رأيهم على عزل خورشيد باشا وتعيين محمد على واليا بدله ونادى السيد عمر مكرم بالنيابة عن المجلس وعن الشعب فى حضور محمد على أننا خلعناه من الولاية "ولما سأله محمد على "ومن تريدون واليا" ردد الجميع فى صوت واحد " لا نرضى إلا بك وتكون واليا" بشروطنا لما نتوسمه فيك من العدالة والخير وأخذوا عليه العهود والمواثيق أن يسير بالعدل وألا يبرم أمرا إلا بمشورتهم وقبل محمد على الولاية بإرادة الشعب.
ورفض خورشيد باشا قرارات مجلس الشرع (المؤسسة الوطنية) قائلا فى تعال وعطرسة، أني مولى من طرف السلطان فلا أعزل بأمر من الفلاحين ولا أنزل من القلعة إلا بأمر السلطان، ويوم عزل خورشيد باشا أصدر المجلس وثيقة شرعية "أن للشعوب طبقا لما جرى به العرف قديما ولما تقضي به أحكام الشريعة الاسلامية الحق فى أن يقيموا الولاة ولهم أن يعزلوهم إذا انحرفوا عن سنن العدل وساروا بالظلم لأن الحكام الظالمين خارجون عن الشريعة.
وصمم خورشيد باشا على تحدى الثورة وأصدر أمره بالمقاومة بعد أن تحصن بالقعلة – وفى مواجهته اعتمد الشعب على نفسه وأخرج السلاح وباع الناس امتعتهم للحصول على الأسلحة وقام لا يقل عن 40.000 أربعين الف نسمة من الشعب حاملي السلاح بتناوب الحصار حول القلعة فكانت الثورة من أولها حتى نهايتها ثورة مصرية شعبية صرفه حققت كل أهدافها وأكثر دون الاستعانة بأي قوة خارجية لأنه حتى محمد على الذي نادى الشعب الثائر به واليا على مصر كان فى يده قوة عسكرية من الأرناؤود لا يستهان بها لم يتدخل اطلاقا فى هذا الحصار حرصا على علاقته بالسلطان واستمرت الحرب الثورة بين الشعب المصري والوالي مباشرة إلى أن جاء القاهرة من الاستانة يوم 9 يوليو 1805 رسولا يحمل فرمانًا يتضمن الخطاب إلى محمد على باشا وإلى جده سابقًا بتثبيته واليا على مصر  وبعدها أدرك "محمد علي" أن "عمر مكرم" خطر عليه أمام أحلامه في الاستفراد بحكم مصر فمن استطاع أن يرفعه إلى مصافّ الحكام يستطيع أن يقصيه فلذلك لا بد له أن يقوض الأسس التي يستند عليها "عمر مكرم" في زعامته الشعبية التقت إرادة "محمد علي" في هدم الزعامة الشعبية مع أحقاد المشايخ وعدد من العلماء على "عمر مكرم"، وتنافسهم على الاقتراب من السلطة وتجميع ما تُلقي إليهم من فتات، في هدم هذه الزعامة الكبيرة؛ فقد دب التنافس والانقسام بين المشايخ حول المسائل المالية، والنظر في أوقاف الأزهر، وتولي المناصب ولم تفلح محاولات رأب الصدع بين العلماء؛ فتدهورت قيمتهم ومكانتهم عند الشعب، واستشرى الفساد بينهم، واستطاع "محمد علي" أن يجد طريقه بين هذه النفوس المريضة للوصول إلى "عمر مكرم"، بل إن هؤلاء المشايخ سعوا إلى السلطة الممثلة في "محمد علي" للإيقاع بعمر مكرم، ووقف هذا السيد الكريم في مواجهة طغيان السلطة وطغيان الأحقاد بمفرده، ونقل الوشاة من العلماء إلى "الباشا" تهديد "عمر مكرم" برفع الأمر إلى "الباب العالي" ضد والي مصر، وتوعده بتحريك الشعب للثورة، وقوله: "كما أصعدته إلى الحكم فإنني قدير على إنزاله منه".

ولم تفلح محاولات "محمد علي" في رشوة "عمر مكرم" في تطويع إرادته وإرغامه على الإقلاع عن تبني مطالب الشعب، ومن ثم لجأ إلى المكيدة التي عاونه فيها العلماء، وعزل "عمر مكرم" عن "نقابة الأشراف" ونفاه إلى دمياط في (27 من جمادى الثانية 1224هـ - 9 من أغسطس 1809م)، وقبض العلماء الثمن في الاستحواذ على مناصب هذا الزعيم الكبير؛ ومن هنا جاءت تسمية الجبرتي لهم بـ"مشايخ الوقت".

استمر "عمر مكرم" في منفاه ما يقرب من 10 سنوات، وعندما حضر إلى القاهرة في (12 من ربيع الأول 1234هـ - 9 من يناير 1819م) ابتهج الشعب به ولم ينس زعامته له، وتقاطرت الوفود عليه. أما الرجل فكانت السنون قد نالت منه؛ فآثر الابتعاد عن الحياة العامة، ورغم ذلك كان وجوده مؤرقًا لمحمد علي؛ فعندما انتفض القاهريون في (جمادى الآخرة 1237هـ - مارس 1822م) ضد الضرائب الباهظة نفاه محمد علي ثانية إلى خارج القاهرة؛ خوفًا من أن تكون روحه الأبية وراء هذه الانتفاضة، لكن الموت كان في انتظار الزعيم الكبير حيث توفي في ذلك العام بعد أن عاش آلام الشعب، وسعى لتحقيق آماله، وتحمل العنت من أجل مبادئه..


ما اشبه الليلة بالبارحة بعد 206 سنة ثار شعب مصر نفس الثورة وقام بنفس عمل عمر مكرم حين قال وقتها (
لا بد من تعيين شخص من جنس القوم للولاية )يقصد تولية واحد من نفس الاتراك حتى لا يفسره العثمانيون على أنه ثورة ضد دولة الخلافة
عشان المركب تمشى وكده يعنى وكان هم المجلس العسكرى وللاسف تظل في ناس فاهمة الموضوع ده وتحارب من اجل الايتكرر مرة اخرى واغلب الناس اما لا يفهم الموضوع بحقه واما مشغول فى مكايدات واختلافات واحقاد سنفيق منها وقد استبد بنا العسكر مرة اخرى
.

No comments:

Post a Comment